الحِكم العطائية: 20


◇ ‏قد يتجلى للسالك إلى الله تعالى أثناء سيره ومجاهدته أنوار وأسرار، فتريد همته أن تقف عند ما كشف لها من ذلك ظنا منه أنه وصل إلى الغاية القصوى والنهاية الكبرى من المعرفة فتناديه هواتف الحقيقة: إن المطلوب الذي تطلب أمامك، فجدّ في السير، ولا تقف.
وفي المقابل إن تزينت له ظواهر الدنيا بزينتها، فمال إليها وافتتن بجمالها نادته حقائقها الباطنة، *(إنما نحن فتنة فلا تكفر)*، أغمض عينيك عن ذلك، ولا تلتفت إليه، واعلم أنَّه ما دامت لك همة واردة فأنت بعد في الطريق لم تصل، وما أحسن قول أبي الحسن الشُّشتري في هذا المعنى:
فلا تلتفت في السـير غيراً وكــل ما
سوى الله غيــٌر فاتّخذ ذكره حصناً
وكـل مقـام لا تقـــم فـــيه إنـه
حجاب، فجد السير واستنجد العونا
ومهما ترى كــل الـــمراتب تجتلـى
عليك فَحُل عـنها فعن مثــلها حُلنَــا
وقل: ليس لي في غير ذاتك مطلـبٌ
فلا صورةٌ تُجلّى ولا طَرفـَةُ تُجنَــى
◇ Hardly does the intention of the initiate want to stop at what has been revealed to him, than the voices of Reality call out to him: “That which you are looking for is still ahead of you.” And hardly to the exterior aspects of created beings display their charms, than their inner realities call out to him: “We are only a trial, so disbelieve not.”.