الحِكم العطائية: 21


◇ ‏تقريب المعاني:
هذه الحكمة موجهة إلى أهل الخصوصية والرسوخ في الدين والسلوك إلى الله رب العالمين، وقد تضمنت أربعة مزالق غاية في الإحكام، يؤدي عدم الانتباه إليها إلى الجنوب عن الجادة، والخروج عن مدرج السالكين.
1. فقول الشيخ ابن عطاء الله: "طلبك له اتهام له"، يقصد به طلب السالك لله بغير تأن ولا صبر اتهام لله جل وعلا بعدم المعية، (وهو معكم أينما كنتم)، والمطلوب أن ينشغل العبد بالواجب المطلوب، عوض الانشغال بالأجر المرغوب.
2. وأما قول الشيخ رحمه الله: "وطلبك منه غيبة منك عنه"، يشير إلى أن السالك الحقيقي يغيب عن كل ما سوى الله، ولن يحتاج إلى الانشغال بتسمية أغراضه، فهو كما جاء في الحديث القدسي: "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني".
3. وقوله رحمه الله: "وطلبك لغيره لقلة حيائك منه"، فالمقصود به، أن طلب العبد وتعلق قلبه بالمخلوقين صفاقةٌ وقلة حياء، والله هو الغني ونحن الفقراء.
4. أما قول الشيخ رحمه الله ورضي عنه: "وطلبك من غيره لوجود بعدك عنه"، فيجلّي أن الطلب من غير الله دليل على البعد من الله تعالى، ، وهو سبحانه "أرحم بعباده من المرأة بولدها" فكيف يطلب من غير الله تعالى؟
والله الموفق وهو أعلى وأعلم
◇ 21. Your requesting Him is suspecting Him.
Your seeking Him is due to your absence from Him. Your seeking someone else is because of your immodesty toward Him. Your requesting someone else is on account of your distance from Him.