الحِكم العطائية: 34

تقريب المعاني:

متى صلح باطن الإنسان صلح ظاهره، فإن الظاهر انعكاس للباطن، والقلب كالملك والجوارح كالجنود التي تأتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه، وصلاح المرء إنما يكون بالتخلي والتحلي، بالتخلي عن كل وصف مناقض لشرف العبودية كالكبر والعجب والرياء وغير ذلك وبالتحلي بالأوصاف المحمودة التي تقربه إلى خالقه ومولاه كالتواضع والحلم والرضا والإخلاص في العبودية إلى غير ذلك من أوصاف الإيمان التي يكتسب بها أبهى مزية، ويكون بذلك من حضرته تعالى قريباً لبعده عن نفسه التي من شأنها النفور عنها والفرار منها فمرتبة العبودية أنالته هذه الكرامة وأورثته هذه الخصوصية.

◇ اللهم طهر قلوبنا من كل وصف يباعدنا عن مشاهدتك ومحبتك وأمتنا على السنة والجماعة ياذا الجلال والإكرام وصلى الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


◇ 34. Among the attributes of your human nature, draw away from every one that is incompatible with your servanthood, so that you may be responsive to the call of God and near His Presence.

الحِكم العطائية: 33

تقريب الحكمة:

يرمي ابن عطاء الله من وراء حكمة اليوم إلى حقيقتين اثنتين:

• أولاهما، وأساسها عقدي، وهو ما ينبغي أن يعلمه المؤمن من أنَّه لا يجوز ألبتة أن يعتقد أن الله محجوب عن عباده.

• ثانيهما وأساسها تربوي سلوكي وهو ما ينبغي أن يعلمه المؤمن من أن الإنسان في فطرته التي أنشأه الله عليها متصل بربه عز وجل عالم به نزّاع إليه بالحنين والحب ليس في كينونته ما يحجبه عنه غير ملهيات الدنيا وشهواتها، فإن ذلك إذا تمكن من القلب نسج له من ذلك كله حجابا زجّه في النسيان بعد الذكرى وفي الجهل بعد المعرفة، وفي البعد بعد القرب. فأصبح هو محجوبا عن الحق.

◇ ‏فاللهم لاتحجب إحسانك عنا بتقصيرنا، ولا تمنعنا فضلك بغفلتنا، واجعلنا شاكرين لنعمك، راضين بقضائك، متلذذين بذكرك، طامعين في رضاك وعفوك عنا.


◇ 33. The Real is not veiled from you. Rather, it is you who are veiled from seeing It; for, were anything to veil It, then that which veils It would cover It. But if there were a covering to It, then that would be a limitation to Its Being.

Every limitation to anything has power over it. “And He is the Omnipotent, above His servants.”

الحِكم العطائية: 32

تقريب المعاني:
الأولى بالإنسان أن يتطلع بعين البصيرة إلى ما خفي فيك من العيوب والأمراض القلبية كالكبر والحقد والعُجب والسمعة وحب الزعامة وتقدير الأنا ونحو ذلك حتى تتوجه همته إلى زوال ذلك بالدعاء والرياضة الروحية والمجاهدة عوض أن يتطلع إلى ما غاب عنه من الغيوب كالأسرار الإلهية والكرامات الكونية وخفايا الناس وعيوبهم لأنَّ هذا حظ نفسه وذلك واجب عليه لربه، فإن نفسه تطلب الكرامة ومولاه يطالبه بالاستقامة، ولأن يكون المرء بحق مولاه خير من أن يكون بحظ نفسه وهواه.
◇ ‏فاللَّهُمَّ أَلْهِمْنا رُشْدنا، وَأَعِذْنا مِنْ شَرِّ أنفْسِنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ En. Your being on the lookout for the vices hidden within you is better than your being on the lookout for the invisible realities veiled from you.

الحِكم العطائية: 30

{لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}: الواصِلونَ إلَيْهِ. {مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}: السّائِرونَ إلَيْهِ.

« Que celui qui est dans l’aisance donne selon son naisance » (Qur’an LXV, 7) : tels sont ceux qui sont arrivés jusqu’à Lui.
« Et que celui dont les ressources sont mesurées (donne selon ses moyens) » : tels sont ceux qui voyagent vers Lui

الحِكم العطائية: 29

◇ ‏اللهم عرّفنا بك حق المعرفة، دلنا عليك، وأرشدنا إليك، وارزقنا لذة الأنس بك، وحلاوة القرب منك، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

◇ fr. Qu’il y a loin de celui qui Le prend pour preuve, à celui qui cherche à Le prouver ! Celui qui Le prend pour preuve, connaît la réalité conformément à son rang: il déduit toute chose de son origine. Ne cherche à Le prouver que celui qui n’est pas parvenu jusqu’à Lui : quand donc est-Il disparu qu’il soit nécessaire de Le prouver ? Quand s’est-II éloigné pour que ce soient les traces de Son action qui nous fassent parvenir jusqu’à Lui ?
◇ En. What a difference between one who proceeds from God in his argumentation and one who proceeds inferentially to Him!
He who has Him as his starting-point knows the Real as It is, and proves any matter by reference to the Being of its Origin. But inferential argumentation comes from the absence of union with Him. Otherwise, when was it that he became absent that one has to proceed inferentially to Him? Or when was it that He became distant that created things themselves will unite us to Him?

الحِكم العطائية: 28

تقريب المعاني: (ما استودع) أي ما وضع، و الاستيداع هو وضع الشيء في محل ما ليُحفظ، و (غيب السرائر) هو باطنها، و المراد بالسرائر هو القلوب والأرواح، و (شهادة الظواهر) هي ظاهر الجوارح.
والمعنى: ما استدوعه الله سبحانه في القلوب، و جعل فيها من خير أو شر، من حق أو باطل، من علم أو جهل، من رحمة أو قسوة، من يقظة أو غفلة، و معرفة أو جهل، أو غير ذلك من الأخلاق المحمودة أو المذمومة، لا بد أن يظهر آثار ذلك على الجوارح، من أدب و تهذيب، و سكون و طمأنينة و رزانة و بذل وعفو، أو طيش وقلق وغضب وغير ذلك من الأحوال القلبية والأعمال القالبية.
◇ ‏فاللهم إنك تسمع كلامنا، وترى مكاننا، وتعلم سرنا وجهرنا، ولا يخفى عليك شئ من أمرنا، نسألك مسألة المسكين ونبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، نسألك أن تغفر لنا أجمعين، وتهب المسيئين منا للمحسنين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ Fr. Ce qui est caché dans le tréfonds du cœur apparaît dans les manifestations extérieures.
◇ En. Whatever is deposited in the invisible world of innermost hearts is manifested in the visible world of phenomena.

الحِكم العطائية: 27

تقريب المعاني:
يؤكد ابن عطاء الله السكندري – رحمه الله- في هذه الحكمة على أهمية البدايات في كل عمل من أعمال الإنسان الحسية والقلبية على وجه الخصوص.
ولذلك نجد نبينا – عليه الصلاة والسلام- ينص على أهمية النية في الأعمال وفي ذلك يقول:”إنما الأعمال بالنية”، فالنية هي المنطلق والمبتدا في كل عمل، وإذا سلمت النية من الأغيار والمفاسد سلمت الأعمال واكتملت، قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى: “الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا”: “أحسن عملا” أخلصه وأصوبه؛ وأخلصه ما كان خالصا لله تعالى، وأصوبه ما كان وفق سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
◇ ‏فاللهم أحسنْ عاقبتَنا في الأمورِ كلِّها، وأجِرْنا من خِزيِ الدنيا وعَذابِ الآخرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ En. He who is illumined at the beginning is illumined at the end.
◇ Fr. Si tes débuts sont lumineux, la fin le sera également.

الحِكم العطائية: 26

تقريب المعاني: إن النهايات في كل أمر تستمد نتائجها من البدايات، فإذا كانت البدايات سليمة كانت النهايات ناجحة، وما بني على أساس الحق فاز صاحبه وربح، وما بني على الباطل فهو باطل، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
◇ ‏اللهم اجعل خير عمرنا آخره، واجعل خواتيم أعمالنا رضوانك، واجعل خير أيامنا يوم نلقاك، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ En. Among the signs of success at the end
is the turning to God at the beginning.
◇ Fr. C’est signe annonciateur du succès dans les dernières étapes que de s’en remettre à Dieu dès les premières.

الحِكم العطائية: 25

◇ ‏تقريب المعاني: إذا أراد المؤمن أن ينجز مطالبه ويسهل مآربه فإنه يعتمد على قدرة الله وحسن توفيقه، لأنه يعلم أن الفاعل على الحقيقة هو الله وأنه لا حول ولا قوة إلا به، فمن أنزل حوائجه عند الله تعالى والتجأ إليه وتوكل عليه كفاه اللّه تعالى مؤنتها ويسرها عليه، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اَللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاٰ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اَللّٰهَ بٰالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اَللّٰهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)
وعلامة هذا التوجه القلبي ثلاثة: التفويض لله بالقلب، و التوكل عليه في الأسباب، و الاستقامة في السلوك والعمل.
فاللهم إنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك، وليس لنا معيناً سواك فأعنا، وأصلح أحوالنا، واهدنا ويسر أمورنا. اللهم إنا ضعفاء فقوّنا، فقراء فاغننا، حيارى فاهدنا، خائفون فأمنا، نستغفرك ونتوب إليك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ En. No search pursued with the help of your Lord remains at a standstill, but any search pursued by yourself will not be fruitful.