استأثر مسيرة الدكتور عبد الفتاح الفريسي باهتمام العديد من النقاد والأدباء والشعراء والمفكرين، وقد أجمعوا على تفرده ومساهمته الناجحة في خدمة المعرفة، والدعوة إلى الخير، كما كان الدكتور عبد الفتاح الفريسي موضوع قصائد نظمها بعض الشعراء يذكرون فيها ببعض خصاله ومناقبه، ومن بينهم هؤلاء الشاعر مولاي الحسن الحسيني الروداني الذي نظم سنة 2015م أغرودة عنوانها (يا سلوة الأنفاس) يمجّد فيها برنامج الدكنور الفريسي الإذاعي سلوة الأنفاس، الذي قدمه الدكتور عبد الفتاح الفريسي على أثير إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم إبان الفترة بين 2012 و 2018 ، والذي لاقى نجاحا كبيرا.
وقد تم نشر الأغرودة ضمن ديوان (هكذا الماء) من منشورات الأدب لمبدعي الجنوب – 25 طبعة 2016، وفيما يلي نص القصيدة*:
يَسْتَلُّ سَيْفَ النورِ لَمْ يكُ أوْحَدا — المُؤْمِنُ المِغْوارُ ذُخْرٌ للفِدا
معَهُ الملائِكُ والحديثُ وسمْعُنا — معَهُ الكِتابُ مُرَتَّلاً ومجوَّدا
تلْك الجحافلُ منْ كتائب ظلْمة — في وجْهها نور الْمحجَّةِ جُرِّدا
إنْ قالَ قبْلَ الفجْرِ قَوْلاً ليِّناً — جلَبَ الصباحَ إلى فؤادٍ وَحَّدا
لا لمْ تُبالِغْ في الفَصاحةِ يَعْرُبٌ — لوْ صنَّفَتْهُ بِذا الزمانِ مُجِدِّدا
يا ناظرَ الفتْحِ المُبينِ ألا تَرى — دفَقاتِ قلْبيَ رُكَّعا بَلْ سُجَّدا
اللهُ بارَكَ هدْيَكمْ وضِياءَكُمْ — والبِشْرُ بالصلواتِ عَمَّ مُحَمدا
يا سلوةَ الأنفاسِ شَنِّفْ مَسْمَعي — كمْ أَصْبحَ القلْبُ الرطيبُ مُمهَّدا
فامُرْ بأمْرِ اللهِ وانْهَ وَهاتِنا — جُرَعاً تَلَذُّ على الأثيرِ لنَسْعَدا
واقْنَصْ منَ الحِكَم العَليَّةِ طائِرا — يا رامِياً للمَوْعِظاتِ مُسَدِّدا
يا صاحِ هاتِيكَ الفوائدُ خَمْرَةٌ — فاسْكُبْ مُدامَ اللهِ كَأْساً مِنْ هُدَى
يا منْ يَشُقُّ الصخْرَ بعْضُ حديثِهِ — هَذا فُؤادِيَ غارقٌ ما أُنْجِدا
بَلْ أنْجَدَ اللهُ الكريمُ بفضْلِكُمْ — رُوحاً تَحِنُّ إلى الْمَدارِجِ والمَدَى
يَا عُقْبَةَ الزمَنِ الحديثِ افْتحْ لَنَا — سِرَّ الفُهومِ وحَرِّرَنَّ الأبْعَدا
أشْهِرْ فُرَيْسِيَّ الفوائدِ صَارِماً — أجْلِبْ بِهِ حَرْباً على جَيْشِ العِدَا
إِنا وَأَيْمُ اللهِ نَمْتَحُ زَهْرَكُمْ — ما كانَ مِذْياعُ الصَباحِ مُغَرِّدا
————————————-
* ديوان (هكذا الماء) للشاعر مولاي الحسن الحسيني الروداني: صفحة 67، منشورات الأدب لمبدعي الجنوب – 25 طبعة 2016