الحِكم العطائية: 29

◇ ‏اللهم عرّفنا بك حق المعرفة، دلنا عليك، وأرشدنا إليك، وارزقنا لذة الأنس بك، وحلاوة القرب منك، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

◇ fr. Qu’il y a loin de celui qui Le prend pour preuve, à celui qui cherche à Le prouver ! Celui qui Le prend pour preuve, connaît la réalité conformément à son rang: il déduit toute chose de son origine. Ne cherche à Le prouver que celui qui n’est pas parvenu jusqu’à Lui : quand donc est-Il disparu qu’il soit nécessaire de Le prouver ? Quand s’est-II éloigné pour que ce soient les traces de Son action qui nous fassent parvenir jusqu’à Lui ?
◇ En. What a difference between one who proceeds from God in his argumentation and one who proceeds inferentially to Him!
He who has Him as his starting-point knows the Real as It is, and proves any matter by reference to the Being of its Origin. But inferential argumentation comes from the absence of union with Him. Otherwise, when was it that he became absent that one has to proceed inferentially to Him? Or when was it that He became distant that created things themselves will unite us to Him?

الحِكم العطائية: 28

تقريب المعاني: (ما استودع) أي ما وضع، و الاستيداع هو وضع الشيء في محل ما ليُحفظ، و (غيب السرائر) هو باطنها، و المراد بالسرائر هو القلوب والأرواح، و (شهادة الظواهر) هي ظاهر الجوارح.
والمعنى: ما استدوعه الله سبحانه في القلوب، و جعل فيها من خير أو شر، من حق أو باطل، من علم أو جهل، من رحمة أو قسوة، من يقظة أو غفلة، و معرفة أو جهل، أو غير ذلك من الأخلاق المحمودة أو المذمومة، لا بد أن يظهر آثار ذلك على الجوارح، من أدب و تهذيب، و سكون و طمأنينة و رزانة و بذل وعفو، أو طيش وقلق وغضب وغير ذلك من الأحوال القلبية والأعمال القالبية.
◇ ‏فاللهم إنك تسمع كلامنا، وترى مكاننا، وتعلم سرنا وجهرنا، ولا يخفى عليك شئ من أمرنا، نسألك مسألة المسكين ونبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، نسألك أن تغفر لنا أجمعين، وتهب المسيئين منا للمحسنين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ Fr. Ce qui est caché dans le tréfonds du cœur apparaît dans les manifestations extérieures.
◇ En. Whatever is deposited in the invisible world of innermost hearts is manifested in the visible world of phenomena.

الحِكم العطائية: 27

تقريب المعاني:
يؤكد ابن عطاء الله السكندري – رحمه الله- في هذه الحكمة على أهمية البدايات في كل عمل من أعمال الإنسان الحسية والقلبية على وجه الخصوص.
ولذلك نجد نبينا – عليه الصلاة والسلام- ينص على أهمية النية في الأعمال وفي ذلك يقول:”إنما الأعمال بالنية”، فالنية هي المنطلق والمبتدا في كل عمل، وإذا سلمت النية من الأغيار والمفاسد سلمت الأعمال واكتملت، قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى: “الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا”: “أحسن عملا” أخلصه وأصوبه؛ وأخلصه ما كان خالصا لله تعالى، وأصوبه ما كان وفق سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
◇ ‏فاللهم أحسنْ عاقبتَنا في الأمورِ كلِّها، وأجِرْنا من خِزيِ الدنيا وعَذابِ الآخرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ En. He who is illumined at the beginning is illumined at the end.
◇ Fr. Si tes débuts sont lumineux, la fin le sera également.

الحِكم العطائية: 26

تقريب المعاني: إن النهايات في كل أمر تستمد نتائجها من البدايات، فإذا كانت البدايات سليمة كانت النهايات ناجحة، وما بني على أساس الحق فاز صاحبه وربح، وما بني على الباطل فهو باطل، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
◇ ‏اللهم اجعل خير عمرنا آخره، واجعل خواتيم أعمالنا رضوانك، واجعل خير أيامنا يوم نلقاك، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ En. Among the signs of success at the end
is the turning to God at the beginning.
◇ Fr. C’est signe annonciateur du succès dans les dernières étapes que de s’en remettre à Dieu dès les premières.

الحِكم العطائية: 25

◇ ‏تقريب المعاني: إذا أراد المؤمن أن ينجز مطالبه ويسهل مآربه فإنه يعتمد على قدرة الله وحسن توفيقه، لأنه يعلم أن الفاعل على الحقيقة هو الله وأنه لا حول ولا قوة إلا به، فمن أنزل حوائجه عند الله تعالى والتجأ إليه وتوكل عليه كفاه اللّه تعالى مؤنتها ويسرها عليه، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اَللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاٰ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اَللّٰهَ بٰالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اَللّٰهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)
وعلامة هذا التوجه القلبي ثلاثة: التفويض لله بالقلب، و التوكل عليه في الأسباب، و الاستقامة في السلوك والعمل.
فاللهم إنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك، وليس لنا معيناً سواك فأعنا، وأصلح أحوالنا، واهدنا ويسر أمورنا. اللهم إنا ضعفاء فقوّنا، فقراء فاغننا، حيارى فاهدنا، خائفون فأمنا، نستغفرك ونتوب إليك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ En. No search pursued with the help of your Lord remains at a standstill, but any search pursued by yourself will not be fruitful.

الحِكم العطائية: 24

◇ ‏اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا منلا يخافك فينا ولا يرحمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ En. So long as you are in the world, be not surprised at the existence of sorrows.
For, truly, it manifests nothing but what is in keeping with its character or its inevitable nature.
◇ Fr. Ne t’étonne pas de l’assaut des tracas tant que tu résides en cette demeure (terrestre) ; celle-ci ne peut procurer que ce qui convient à sa nature et répond à sa qualité.

الحِكم العطائية: 23

◇ ‏اللهم لا تشغلني بخلقك واشغلني بإصلاح نفسي، واشغلني بطاعتك، وعرضني لإحسانك، وحل بيني وبين غيرك، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

◇ En. Do not look forward to being free of alterities, for that is indeed what cuts you off from vigilant attention to Him in that very.
◇Fr. N’attends pas d’être débarrassé de tes tracas, car cela t’empêche d’être attentif à Lui dans la situation qu’Il t’a assignée.

الحِكم العطائية: 22

◇ ‏تقريب المعاني
في هذه الحكمة المباركة ينبه الشيخ ابن عطاء الله رضي الله عنه، إلى أنَّ قصد الإنسان تحت عناية الله، وأنَّه لم يخلق عبثاً ولن يترك سدى، وأنَّ كل ما يحياه إنَّما هو تجل لحكمة الله سبحانه، وتكشُّف لأقداره.
ومع ذلك فالواجب على المؤمن أن يكون دائم السعي والعطاء بقوة في اتخاذ للأسباب وإن تكشّفت له بعض جوانب أقدار الله، عاصمهُ في ذلك طهر النية، وصدق التوكّل على الحي الذي لا يموت.
فاللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
◇ 22. Not a breath do you expire but a Decree of Destiny makes it go forth.
◇ 22. À chaque souffle que tu émets, Il réalise en toi un de Ses décrets.

الحِكم العطائية: 21

◇ ‏تقريب المعاني:
هذه الحكمة موجهة إلى أهل الخصوصية والرسوخ في الدين والسلوك إلى الله رب العالمين، وقد تضمنت أربعة مزالق غاية في الإحكام، يؤدي عدم الانتباه إليها إلى الجنوب عن الجادة، والخروج عن مدرج السالكين.
1. فقول الشيخ ابن عطاء الله: “طلبك له اتهام له”، يقصد به طلب السالك لله بغير تأن ولا صبر اتهام لله جل وعلا بعدم المعية، (وهو معكم أينما كنتم)، والمطلوب أن ينشغل العبد بالواجب المطلوب، عوض الانشغال بالأجر المرغوب.
2. وأما قول الشيخ رحمه الله: “وطلبك منه غيبة منك عنه”، يشير إلى أن السالك الحقيقي يغيب عن كل ما سوى الله، ولن يحتاج إلى الانشغال بتسمية أغراضه، فهو كما جاء في الحديث القدسي: “من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني”.
3. وقوله رحمه الله: “وطلبك لغيره لقلة حيائك منه”، فالمقصود به، أن طلب العبد وتعلق قلبه بالمخلوقين صفاقةٌ وقلة حياء، والله هو الغني ونحن الفقراء.
4. أما قول الشيخ رحمه الله ورضي عنه: “وطلبك من غيره لوجود بعدك عنه”، فيجلّي أن الطلب من غير الله دليل على البعد من الله تعالى، ، وهو سبحانه “أرحم بعباده من المرأة بولدها” فكيف يطلب من غير الله تعالى؟
والله الموفق وهو أعلى وأعلم
◇ 21. Your requesting Him is suspecting Him.
Your seeking Him is due to your absence from Him. Your seeking someone else is because of your immodesty toward Him. Your requesting someone else is on account of your distance from Him.

الحِكم العطائية: 20

◇ ‏قد يتجلى للسالك إلى الله تعالى أثناء سيره ومجاهدته أنوار وأسرار، فتريد همته أن تقف عند ما كشف لها من ذلك ظنا منه أنه وصل إلى الغاية القصوى والنهاية الكبرى من المعرفة فتناديه هواتف الحقيقة: إن المطلوب الذي تطلب أمامك، فجدّ في السير، ولا تقف.
وفي المقابل إن تزينت له ظواهر الدنيا بزينتها، فمال إليها وافتتن بجمالها نادته حقائقها الباطنة، *(إنما نحن فتنة فلا تكفر)*، أغمض عينيك عن ذلك، ولا تلتفت إليه، واعلم أنَّه ما دامت لك همة واردة فأنت بعد في الطريق لم تصل، وما أحسن قول أبي الحسن الشُّشتري في هذا المعنى:
فلا تلتفت في السـير غيراً وكــل ما
سوى الله غيــٌر فاتّخذ ذكره حصناً
وكـل مقـام لا تقـــم فـــيه إنـه
حجاب، فجد السير واستنجد العونا
ومهما ترى كــل الـــمراتب تجتلـى
عليك فَحُل عـنها فعن مثــلها حُلنَــا
وقل: ليس لي في غير ذاتك مطلـبٌ
فلا صورةٌ تُجلّى ولا طَرفـَةُ تُجنَــى
◇ Hardly does the intention of the initiate want to stop at what has been revealed to him, than the voices of Reality call out to him: “That which you are looking for is still ahead of you.” And hardly to the exterior aspects of created beings display their charms, than their inner realities call out to him: “We are only a trial, so disbelieve not.”.